الوصف

سنين نامان، العدد 15

كان هناك 13 شخصًا، من بينهم المعلم هاشيموتو، صاحب الورشة. جميعنا كنا معماريين، نجتمع لبناء قالب خشبي بحجم 2x2. بدأنا بخلط الرمل مع الأسمنت الأبيض، ثم قمنا برص الخليط داخل القالب بعد قياس ارتفاع الرمل.
Text Link
منزل المعلم هاشيموتو هو لوحة فنية من الطين، مبني بأسلوب فريد يعتمد على رص قوالب الطين الصغيرة فوق بعضها، مما يعطيه مظهرًا أشبه بالطوب.
Text Link
داخل المنزل، كل قطعة أثاث صنعها بيديه تحمل قصة خاصة ولمسة شخصية تجسد قيمته ومهارته. كانت التفاصيل في منزله تعكس ارتباطه العميق بالمكان وبالأشياء التي تحيط به.
Text Link
في المنطقة المحيطة، تنتشر حوالي ١٠٠ بحيرة صغيرة متفرقة، واحدة منها تقع بجوار منزله. أصبحت تلك البحيرة وجهتي المفضلة في كل استراحة، حيث كنت أجد نفسي منجذبة إلى هدوئها وصفائها.
Text Link
خلال وقت الغداء، قدمت لنا كيمي، زوجة المعلم هاشيموتو، طبقًا دافئًا من كاري الدجاج مع خضار طازجة قطفتها من مزرعتهم. إلى جانب الكاري، وضعت قطعًا من رغيف خبز جلبته من مخبز وازا القريب. مع نهاية هذه الوجبة البسيطة والمميزة، اختتمنا اليوم الأول ببناء نصف الساونا.
Text Link
اليوم الثاني والأخير
في الصباح التالي، بدا وكأننا قد عدنا إلى الورشة بحماسة مضاعفة. الوجوه نفسها، لكنها أكثر ألفة. استكملنا البناء بينما كانت خطواتنا تتقاطع مع إيقاع الطبيعة المحيطة—البحيرات الساكنة، وأغصان الأشجار التي تحركها الرياح بخفة، ورائحة الأرض التي تتشرب العرق والجهد.
وفي كل لحظة استراحة، كنت أسترق النظر إلى منزل المعلم هاشيموتو، وكأنني أحاول فهم السر وراء انسجامه مع تفاصيله البسيطة. شعرت أن هذه التجربة ليست مجرد ورشة بناء، بل نافذة تطل على زمن آخر، زمن تذوب فيه الحواجز بين الإنسان والطبيعة، وبين العمل والشغف.
Text Link
ثم، ومع اقتراب الورشة من نهايتها، خيم علينا صمت خفيف، وكأننا جميعًا نستشعر قدوم لحظة الوداع.
Text Link
ودعنا الجميع دون أن تبقى بيننا أي وسيلة تواصل، وكأن اللقاء كان هدية عابرة من الزمن. ربما بدأت ملامح أسمائهم تتلاشى من ذاكرتي، لكن لحظة الغروب حين انتهت الورشة، أدركت أن ما نحمله معنا ليس سوى ذكريات جميلة ستبقى عالقة في قلوبنا. حتى لو بدت وكأنها تختفي مع مرور الوقت، إلا أن لكل تجربة أثرًا ينقش بصمة خفية على أرواحنا، حتى وإن لم ندركها.
Text Link
عند البحيرة، التي بدت لي في ضوء الغروب أجمل بحيرات المنطقة، شعرت بامتنان عميق لهذه اللحظة. اختتمت اليوم بالاسترخاء في حوض الينابيع الحارة «الأونسن»، تحت سماء المدينة المرصعة بالنجوم، حيث كان الهدوء يروي روحي.
Text Link
في صباح اليوم التالي، شاركت المعلم هاشيموتو جولة بين البحيرات المئة، ركضنا في الصباح الباكر لنشعر بالحياة تتدفق فينا. تناولنا إفطارًا بسيطًا مكونًا من زبادي وتفاح ناغانو الطازج، ثم جلست مع دفتري، أسجل كل ما عشته، قبل أن أودع المكان وأبدأ رحلتي نحو التجربة القادمة.
Text Link
«تعريف الثقافة من خلال المحتوى المرئي»
طريقة التواصل الجديدة التي تتبعها رافا في التعريف بثقافة ركوب الدراجات من خلال المحتوى المرئي بدلاً من الاعتماد على استراتيجيات التسويق التقليدية مثيرة للاهتمام:
«لم نصنع حملة الفيديو والصور لأسباب عملية مثل التسويق؛ نحن نقوم بذلك لأننا شغوفون بركوب الدراجات. الحملة مصممة لتعزيز متعة ركوب الدراجات الهوائية وجمع الناس تحت مظلة واسعة لثقافة ركوب الدراجات. إذا نظرنا إلى عوامل النجاح من خلال استراتيجيات العمل التقليدية، لن نجد الكثير مما تفعله رافا يتماشى معها. لو كنا نتبع تلك النماذج، لكان علينا بناء مصانع ضخمة في دول ذات عمالة منخفضة التكلفة لزيادة الإنتاجية عن طريق الاستعانة بمصادر خارجية، والبيع عبر متاجر الجملة حول العالم، وهي خطوات تعتبر أكثر كفاءة لتعزيز الأعمال التجارية. لكننا نبيع منتجاتنا فقط في نوادي رافا وعلى الموقع الإلكتروني الرسمي لأنها مصممة خصيصًا للراكبين، وليس للجمهور العام. الشغف والالتزام هما ما يميز رافا.»

تنتهي التجربة الأولى لتبدأ الثانية في «غابة القراءة»