الوصف

سنين نامان، العدد 3

مع سهولة الوصول للتقنيات الحديثة التي صُنعت لتسهيل مهام الإنسان، صار هناك فراغ كبير في أوقات اليوم؛ ما يُشكل عبئًا كبيرًا على ممن لا يعرف كيف يستثمر وقته، هنا في هذا المشروع ظهر«تصميم وقت العمل مع الحياة» بشكل ملاحظ، فمَا هي الأدوات والكيفيات والأفكار التي فعّلها الفريق خلال العمل لمدة شهر في مشروع بانجيا؟وكيف يؤثر ذلك على فريق العمل وإنتاجيته؟
Text Link
من أوائل المشاريع التي عملنا عليها كانت مع شركة «بانجيا للسياحة والمغامرة»، للبحث عن إعادة تصميم ثقافة وقصة الشركة. وحتى نعمل على فهم الهوية الحالية لها قررنا أن نعسكر في مكان قريب من مقر الشركة، ليسهل علينا التردد اليومي إلى المكتب، ومراقبة وفهم كيف يسري العمل داخل المقرّ. من البديهي أن نفكر دائمًا في المنتج النهائي للعميل، لكن القيمة الإضافية هي كيف سنصنعها ونقدمها كفريق؟ ومن تلك الفكرة، نبعت فلسفة «معسكر العمل».
معسكر إقامة خلال مدة زمنية محددة بهدف قضاء الوقت بتركيزٍ عالٍ لإنهاء متطلبات مشروع معين. وضعنا في المعسكر معايير تخدم الفريق التنفيذي المتواجد في الميدان، أولها «العمل» حتى تكون هناك فاعلية عالية في أداء مهام المشروع، وثانيًا «الحياة» للفريق حتى يؤدي العمل باتزان مع نمط حياته اليومي.
Text Link
1. التنقل بالمشي – للابتعاد عن زحام السيارات، وتفعيل الحركة في نمط العمل باستثمار أوقات الصباح. وقع الاختيار على مكان يبعد ١٥ دقيقة من مقر شركة بانجيا، لذلك كنا ننطلق في الصباح سيرًا على الأقدام نحو المقر، نتناول فيها أحاديث مهام اليوم وأفكاره.
Text Link
2.ممارسة الرياضة – سهولة الوصول وتعدد خيارات الحدائق المحيطة من مقر النزل.كانت الحدائق داخل مربع لا يتجاوز ٢ كلم من مكان النزل، مختلفة في شكلها ومابداخلها.
Text Link
3.مطبخ متكامل – إعداد الطعام في المنزل لهدف الصحة، والاقتصاد، والخبرة.كان المطبخ متكاملًا لدرجة وجود الفرن، الذي أصبح نادرًا مؤخرًا في خيارات السكن المتاحة على الشبكة.
Text Link
4.تقسيم المكان – القدرة على إعادة تقسيم المكان والزوايا، بحيث نمارس كل نشاط بشكل منفصل.كانت الحركة في مساحة ضيقة، فقسمنا المكان إلى غرفتين نوم، صالة القراءة والجلوس، وزاوية العمل، والمطبخ.
Text Link
انقضت ثلاث أسابيع نتردد فيها بشكل يومي على مقر الشركة، في محاولة لصيد ملامح الهوية. كان أسلوب البحث متنوع بين المراقبة الميدانية اليومية، المقابلات الشخصية، ومراجعة الملفات التعريفية المؤرشفة. عند الانتهاء من كل يوم، نعود لبيت النرجس محملين بالكثير من الأفكار والتعاليم من الميدان لنطبقها في صياغة الدستور ودليل الشركة بحلته الجديدة. خلال هذا البحث الميداني والتطبيق العملي خرج مصطلح «من هو البنجاوي؟» وهي الشخصية التي تعبر عن هُوِيَّة الشركة.
عرضنا حينها هذه الهُوِيَّة على الموظفين، وتطرقنا للحديث عن جوهر الشركة وعلاقته بالموظفين وأثره على خدمة العملاء والتسويق، حتى يتم تعزيزه والعمل على توحيده.
Text Link
لم تنتهي المهمة بعد! فقد كانت الفكرة أن يستمر الاستقصاء الميداني لتصل الرسالة للفريق التشغيلي في مركز بانجيا في السودة. فانطلق الفريق لاستكمال «معسكر العمل» في الجبل، مع تطوير تصميم العمل حتى يتناسب أكثر مع حلة المكان وبيئتة الجديدة.
Text Link
الهدف من عرض الهوية الجديدة لكلا المنطقتين، كان لمعرفة مدى ارتباطه الحقيقي مع واقع الشركة والموظفين. فلو ارتبط فيه فقط المرشدين في الجبل لعُدّ هذا نقصًا، لأن الهدف النهائي شمولي وليس مخصوصًا فقط لحالةٍ دون غيرها.
بعد أن انتهينا من مهام صياغة الدستور الجديد، أتى المقترح لإكمال المهمة وتوثيق هوية «البنجاوي» على شكل فلم وثائقي قصير.
Text Link
الهدف ببساطة كان اتباع إحدى شخصيات المرشدين «حسين فؤاد» في جولة من جولاته. يتميز أبو فؤاد بتمثيل واضح وصريح لهوية الشركة من حيث العفوية وحسن التعامل والتواصل باحترافية مع المشتركين. هذه المرة كنا نحن كالمشتركين، فأخذ بنا في جولة نحو صحارى نيوم.
Text Link
وما كل طول في الكلام بطائل
ولا كل مقصور الكلام قصير
وما كل منطوق بليغ هداية
ولا كل زحَّار المياه نمير
وما كل موهوم الظنون حقائق
ولا كل مفهوم التعقل نور
وما كل مرئى البصائر حجة
ولا كل عقل بالصواب بصير
وما كل معلومٍ بحقٍ ولا الذي
تقيَّل علمًا بالأحق جدير
ولكن نور اللّه وهبًا لحكمة
يصير مع التوفيق حيث يصير
